الأربعاء، 24 فبراير 2021

أحمد راكز: اعتز بعالم التطرف الذي عشته

أحمد راكز: اعتز بعالم التطرف الذي عشته




 

غدا أحمد راكز و السلفية و السلفيون المتورطون و أحداث 16 ماي

راكز: هذه كواليس انقلاب الصخيرات 


وسجون المغرب كانت بشعة - الجزء الثاني



راكز للتامك: جرّبت الاعتقال.. وسجونك الآن واقعة في التعذيب.

 


راكز للتامك: جرّبت الاعتقال.. وسجونك الآن واقعة في التعذيب.

 السبت 16 غشت 2014 - 

في رسالة حقوقية، جاءت توبيخية في الآن ذاته، عاتب الناشط الحقوقي والمعتقل السياسي السابق، أحمد راكز، على المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، محمد صالح التامك (الصورة)، ما قال إنّه “استمرار حالات التعذيب داخل المعتقلات”، موردا “بضع حالات، من كثير، تعرضت للانتهاك” وفق تعبيره، ومضيفا أن آخرها حالة الطالب المعتقل مصطفى مزياني، الذي توفي بحر الأسبوع الجاري متأثرا بإضراب مفتوح عن الطعام.

وذكرت الرسالة، التي خطها راكز تحت عنوان “رسالة إلى صديقي المسؤول”، بسابق قضاء التامك لفترات اعتقال داخل السجن.. “أنت الذي جربت السجن والاضراب، وهلم جرا، في سجن لعلو أيام إدارة بوبليغة.. لم تعد تكفي عبارات الإدانة والشجب لتجاوز وضعية كهاته، لكن الدور الأساسي يقع على المسؤولين مهما كانت درجة مسؤوليته”

 تقول الرسالة الموجهة للمندوب العام لإدارة السجون الحالي.

كما حملت الرسالة، التي توصلت بها هسبريس، مطالب تدعو “سجان المغرب” إلى التشديد في مراقبة السجون وموظفيها، وعدم التساهل في “تبرير التخلف والعودة إلى الوراء”، كما دعا راكز الى تفعيل اتفاقيات مناهضة التعذيب وإغلاق صفحته داخل المؤسسات السجنية بالمغرب.

وفيما يلي نص الرسالة كما توصلت بها هسبرس من أحمد راكز..

“رســالـة إلــى صديـقـي المســؤول.. صديقي العزيز السيد المندوب العام لإدارة السجون.. تحية المحبة والصدق.. وبعد؛

منذ تعيينك مندوبا عاما لإدارة السجون، راودتني فكرة أن أزورك للتهنئة طبعا ثم لأنني منشغلا بقضايا السجن كما تعرف ولدي ملفات كنت سأعرضها عليك طبعا طبقا للقانون وليس طمعا في المحسوبية وترددت منتظرا أن تحين الفرصة التي ل زلت أنتظرها، لكن ما وقع مؤخرا جعلني آخذ القلم لأخط إليك هذه المراسلة المفتوحة.

صديقي التامك

صداقة أيام المحنة هي أكبر عربون للوثوق .. وثق بأن محبتي لك يا صالح لم تتغير ولن تتغير.

آلمني جدا ما وقع مؤخرا في سجونك وفي ظل مسؤوليتك أنت التي جربت السجن والاضراب وهلم جرا في سجن لعلو أيام إدارة بوبليغة، فأن يموت سجين في إضراب عن الطعام مشروع بمطالبه البعيدة عن أن تكون تحريضية، فذلك جرم يعاقب عليه القانون ليس فقط ملائمة حقوق الإنسان ولكن أيضا الجنائي المغربي .. أليس عدم تقديم العون في حالة الخطر قد يكون تكييفا لما وقع من لدن الدولة وإدارتكم ؟ ألم يكن وجود مزياني مصطفى في غرفة الإنعاش كذا يوما وكذا يوم دليل على وجوده في خطر بعد أكثر من 60 يوما من الإضراب عن الطعام ؟ أليس تجاهل ذلك قبل وقوع الخطر مساهمة غير بريئة في الدفع إلى الانتحار إن لم أقل في القتل العمد مع سبق الإصرار ولو عن طريق الخطأ ؟..

.المزياني لم يكن سوى سجين من أجل مواقفه التي جرت عليه الويل، لا حول له ولا قوة داخل زنزانته إلا الإصرار من أجل أن يبقى هامة كريمة.

صديقي العزيز

في نفس الإطار كنا صحنا وصحت معنا في لعلو وغيره من سجون المملكة، لا للتعذيب في السجون المغربية واستبشرنا خيرا عندما صادق المغرب على اتفاقية مناهضة التعذيب وزاد استبشارنا عندما وقعت الدولة على البروتوكول الاختياري الذي ترددت سنوات قبل توقيعه.. فبأي حق يجلد المعتقل الراخا من مجموعة بلعيرج في سجنه بالزاكي مهما كانت قوة التعليمة للموظف التي تبيح له ذلك لتبرير جلده ؟

ونفس الشيء بالنسبة للمعتقلين نور الدين العطاس وحسن اليونسي رغم اختلافي الشديد مع أفكارهما جديا وإن كنت أدافع عنهما حقوقيا ؟

ألا يكفي أن يجتاز عقار بنعيسى 16 سنة من عقوبة الإعدام متنقلا بين سجون تيفلت ومكناس ومول البركي بآسفي حيث يتواجد الآن في وضعية إضراب عن الطعام منذ فاتح غشت احتجاجا على جلده حسب عائلته ونقله تعسفيا بعقوبة إدارية لمدة ثلاث سنوات.

إنها بعض أمثلة حضرتني وأنا أكتب من عشرات أخرى توصلت بها الرابطة المغربية لحقوق الإنسان.

صديقي العزيز صالح

في القلب غصة ولم تعد تكفي عبارات الإدانة والشجن لتجاوز وضعية كهاته، لكن الدور الأساسي يقع على المسؤولين مهما كانت درجة مسؤوليته.

عندما انطرح اسمك مرشحا للمنصب الذي تزاوله الآن اعتبرنا ذلك إشارة مرور من الدولة إلى انفتاح أقوى لمؤسستكم على الحقوق والكرامة للسجناء الذين يبقوا مهما كانت قوتهم الرمزية عزلا ليس إلا .. اعتبارا لماضيك في السجن، لكن واحسرتاه ما يحصل مؤخرا في السجون يدل على العكس ولن تفلح البيانات في حجب الشمس بالغربال لأن سلاسة القلم يفندها عنف وعناد الوقائع.

وعليه، فإني أتمنى عليك صديقي أن تفتحوا أعينكم دون نظارات تجمل الصورة وتحمي العين من لفح الشمس لكنها لا تنقل الوقائع كما هي.

أتمنى عليكم أن تفعلوا واقعيا اتفاقية مناهضة التعذيب في السجون والبروتوكول الاختياري وترتيب الأثر القانوني لتجاوزه.

أتمنى عليكم أن تمأسسوا مراقبة سجونكم وتراقبوا المراقبين لتكسب المراقبة مصداقية أكثر.

أتمنى عليكم أن تشدوا عضد التقدم لا أن تسهلوا تبرير التخلف والعودة إلى الوراء.

صديقكم أحمد راكز.

احمد راكز23 مارس

 حكيم اليسار المغربي المحكوم سابقا بـ32سنة سجنا نافذا احمد راكز لـ "الرهان": لو كان الحسن الثاني حيا لفاجأ الجميع بمواقف غير منتظرة مع حركة 20 فبراير

ليس هناك فرق بين ملك يسود ويحكم وملك يسود ولايحكم لأن الذي يسود هو يحكم في الأصل


حاوره : حميد المهدوي
الجمعة 4 نونبر 2011

قد تصادفه في أي مكان دون أن تعرفه؛ لأنه لم يحترف تسويق تجربته في الإعلام كما كان شأن العديد من رفاق دربه.
حكم عليه بـ22سنة سجنا نافذا في المحاكمة الشهيرة التي عرفت بمحاكة مجموعة 77، ليعاد محاكمته مرة أخرى وهو داخل السجن إثر أحداث عام 1984، حيث صدر في حقه حكم يقضي بـ 10سنوات سجنا نافذا ليصبح المجموع 32 سنة.
عاش العذاب في أقسى صوره داخل الأقبية والمعتقلات السرية الرهيبة كـ"درب مولاي الشريف" وكوميساريات "جامع الفنا" و"عرصة المعاش" و"باب غمات" بمراكش، في زمن الرصاص وما أدراك ما زمن الرصاص. عذاب لازالت تبعاته الصحية تلاحقه حتى يومنا هذا.
ورغم ذلك، وغيره كثير، لازال على الدرب يسير نحو مغرب آخر حلم به وهو شاب يافع رفقة العديد من رفاقه، منهم من قضى نحبه ومنهم من لازال ينتظر. حاضرا في معظم النقاشات والتظاهرات، متحديا شيخوخته والزمن الذي لا يمهل و سهام الخصوم والرفاق القدامى الذين اختلف معهم اليوم ليس حول طبيعة الأسئلة التي يجب أن تطرح ولكن حول مدى تملكهم للقدرة بشتى أبعادها السياسية والتنظيمية والأخلاقية على الإجابة عن تلك الأسئلة.
إنه أحمد راكز، أحد ابرز وجوه اليسار السبعيني في المغرب، وتحديدا في منظمة 23مارس التي صارت لاحقا منظمة العمل الديمقراطي الشعبي قبل أن تنصهر في الحزب الاشتراكي الموحد.
في الحوار التالي تحاول "الرهان" قراءة ابرز صفحاته الماضية المثيرة، مسلطة الضوء على مواقفه من بعض القضايا السياسية الراهنة.

مرحبا بك في هذا الحوار، سنين من الاعتقال قضيت في السجون المغربية، واليوم الحراك على أشده في البلد أين راكز من كل ذلك؟
لازلت يساريا مستقلا يحاول تصريف قناعاته بشتى الأشكال و الأساليب ـ التي أغضبت العديد من قدماء الطريق ـ  اعتمادا على قدراتي الذاتية المتواضعة.
واعني باليساري المستقل أني لا أمارس "الحزبوية التنظيمية" رغم أنني انتمي إلى الحزب الاشتراكي الموحد على مستوى القناعات الكبرى ورغم الفتور التنظيمي داخل الحزب الذي يعود إلى تباينات عميقة على مستوى منظوري لإستراتيجية الحزب وطرق تصريفها.
 
هل  تختلف مع هذا الحزب حول مشروع الملكية البرلمانية؟
لا ليس هناك اختلاف حول ذلك. وعندما قلت على المستوى الإستراتيجي فأنا أعني ما أقول. اتفق مع الحزب فيما يخص منظوره لكل مداخل الإصلاح السياسي المؤدي إلى دولة المؤسسات وصيغتها المثلى في المرحلة الراهنة بكل معطياتها والتي  هي الملكية البرلمانية المدسترة كبديل للملكية البرلمانية التنفيذية التي يؤسس لها الدستور الحالي.
 
هل لك أن توضح أكثر؟
كل الشعارات السياسية المرفوعة حتى الآن تنتمي إلى يسار الحركة الوطنية؛ أي الانشقاق الأول الذي حدث في حزب الاستقلال في نهاية الخمسينات، الذي أفضى إلى خروج الإتحاد الوطني للقوات الشعبية كأول حزب يساري جماهيري.
 
وأين موقع الحزب الشيوعي إذا كان الإتحاد الوطني للقوات الشعبية  هو أول حزب يساري جماهيري؟
تريد أن تدخلني في دوامة لم أكن أرغب في الدخول إليها. ولكن أقول لك مند نعومتي أظافري السياسية كان موقفي من الخط السياسي السائد للحزب الشيوعي (الحزب الشيوعي كتسمية أصلية الذي أصبح حزب التحرر والإشتراكية فيما بعد، والذي صار حزب التقدم والإشتراكية لاحقا) سلبيا رغم أن الحزب كان خزانا لمناضلين شرفاء في قاعدته، وهذا يعني أنني لم أكن أصنفه في خانة اليسار التقليدي.
وعودة إلى سؤالك حول الملكية البرلمانية، أقول إن شعار الإصلاح السياسي والدستوري ظل دائما مطروحا في أجندة الحركة الديمقراطية، وحتى عندما ظهرت حركة شباب 20 فبراير لم تخرج عن هذا الإطار المؤسس نظريا لدولة المؤسسات المدنية والملكية البرلمانية، إذ أن هذا اليسار المتمثل أساسا عند انطلاقه في الإتحاد الوطني للقوات الشعبية هو أول من طالب بدسترة الملكية بدء بالملكية الدستورية ثم المطالبة بالملكية البرلمانية التي جوهرها دولة المؤسسات.
 
يعني ملك يسود ولا يحكم؟

صراحة لدي تشويش داخلي في ما يخص المفهوم إذ لا أعتبر أن هناك فرق  مفاهيمي بين من يسود ومن يحكم لأن الذي يسود هو يحكم في الأصل. عندما نطالب مثلا  المجتمع الدولي بان يحترم السيادة والقوانين الداخلية لأي بلد فذلك يعني إحترام القرار السياسي والمستقل لذلك البلد.
 
وأي وضع تختار للملك إذا ؟
بالمقاربة السابقة التي فصلت لا فرق عندي بين ملك يسود ولا يحكم أو المقاربات الأخرى للملكية المهم أن تتوفر الرغبة السياسية الصادقة والمصداقية عند رأس الدولة.
 
كل الشروط السياسية الإقليمية منها  والدولية في الفترة التي تحدثتم عنها كانت تسير في اتجاه خدمة تحقيق هذه الشعارات التي رفعها اليسار، هذا دون الحديث عن وضع الملكية في وقته، حيث لم يكن عودها قد تصلب بعد، ومع ذلك  يرى البعض أن اليسار فشل في تحقيق مهامه. ما قولك؟
 لا يمكن حجب الشمس بالغربال. فالفشل التنظيمي والسياسي لليسار واضح تماما بدءً بانحساره التنظيمي قوة وعددا، مرورا بانكفائه على برامجه السياسية الأصلية ومناقضتها أحيانا في الممارسة، ووصولا لإفرازه نخبا متنفذة شكلت الذراع الأساسي في تنفيذ سياسة النظام.
وهذا لا يعني أنه  مات، بل لازال اليسار يختزن بداخله مقومات النهوض شريطة مراجعة تجربته نقديا وموضوعيا.

هل ما قلت ينطبق على مجمل "تلاوين" اليسار بمختلف أجياله أم  أن الأمر يقتصر فقط على اليسار التقليدي اعتبارا لكونك تنتمي لليسار السبعيني المعروف باليسار الجديد عند انطلاقه؟
طبعا، عندما أقيم تجربة اليسار أقيمها في شموليتها إذ أن اليسار السبعيني الذي أنتمي إليه لا يخرج عن إطار التجربة العامة لليسار المغربي بإجابتياها وسلبياتها؛ مما يعني أن كل "المشتقات التنظيمية" لليسار الجديد ("إلى الأمام" و"23 مارس" و"لنخدم الشعب" وهلم جرا..) من الفصائل المنتمية لحركة اليسار الجديد، لم تستطع أن تخرج عن السياق العام لتجربة اليسار المغربي التي حصدت الفشل والانحسار على المستوى التنظيمي والجماهيري. لهذا، لا يعقل مثلا أن يكون عمر اليسار الجديد تقريبا نصف قرن وليس له موقع تنظيمي جماهيري فاعل اعتبارا لكونه يمثل طموحات السواد الأعظم من الشعب.
 
وما مرد هذا الإنحسار في نظرك؟
الخوض في هذا  الجواب يحتاج العشرات من الساعات وربما الأيام.
 
"واش   شرفتي" ؟
(يضحك) لا أبدا،  فتجربتي في المجال السياسي طويلة، ولا تنسى أنني محامي قادر على اللجاج والترافع  الذي هو لب ممارستنا اليومية في المحاكم.
وبالرجوع إلى السؤال أقول إن مرد إخفاقات اليسار السبعيني الذي انتمي إليه، فيها ما هو موضوعي وما هو ذاتي، ولو أنني أغلب العامل الذاتي على الموضوعي، إذ لا يمكن أن نستمر في جعل الموضوعي مشجبا نعلق عليه  أخطاءنا.
 
كل من ينتمي إلى جيلك (اليسار السبعيني) يتحدث بعنترية عن التجربة، علما انه لم يصلنا منها سوى شعارات نارية. كل التجارب البشرية التي عرفت خضات ثورية كانت مصحوبة بإسهامات نظرية وقراءات وكتب ولعل الثورة البلشفية التي كانت مرجعكم وملهمة حماسكم، سبقها العديد من الإنتاج الفكري نذكر كتب : "ما العمل "،  "الدولة والثورة" ـ وكتاب لينين الشهير والحاسم في قراءة طبيعة النظام القيصري "حول تطور الرأسمالية في روسيا"، ناهيك عن مئات إن لم اقل آلاف الكراريس والوثائق، فأين منتوجكم الفكري انتم؟
 

لا تتحامل علينا، تجربتنا بقدر عمرنا..
 
عفوا، ولكن..؟
(مقاطعا) لا دعني أكمل" الله يخليك" تجربتنا  كما قلت بقدر عمرنا فيها من السلبيات ما فيها كأي تجربة سياسية أخرى، ولكن فيها من الإيجابيات ما لا يعد ولا يحصى، وأقلها وجودها المتميز حاليا في المشهد السياسي المغربي، واللغط الدائر حولها. لا احد اليوم يستطيع أن ينكر دورها المتميز في خلخلة الساحة السياسية مند نشأتها.
وإذا كان صحيحا أن هناك شحا نظريا كبيرا في عطاء هذا اليسار، فذلك يعود إلى الطبيعة الحركية لمفهومه للنضال وعدم إستيعابه للأهمية القصوى للنظرية وفعلها في التصور والمقاربة حتى للحركية نفسها فقد حادت القيادات السياسية السائدة في التنظيمات اليسارية السبعينية عن إستيعاب المقولة النظرية لأب اليسار الثوري فلادمير إليتش لينين :  بأن"لاحركة ثورية بدون نظرية ثورية".
 
يعني  بلا بوصلة، "كنتوا غير مدرمين أوصافي"؟

صحيح،  كنا نستند فقط على نزر قليل من مقولات عامة للقادة اليساريين أمثال "لينين" و"ماو تسي تونغ". وعندما انتبهنا إلى هذا النقص لم يمهلنا الوقت ولا القمع حتى نتدارك الأمر، إذ أن نقاشات داخل "23 مارس" و"إلى الأمام" و"لنخدم الشعب" كانت تصب كلها في هذا الصدد، ولا تنسى اننا ساهمنا ببعض الوثائق مثل "ما العمل" و"خطوة إلى الوراء خطوتان إلى الأمام"  وذلك في بداية السبعينات قبل اعتقالنا ثم خلال  مرحلة السجن.
 
"ما العمل"  "خطوة إلى الوراء خطوتين إلى الأمام"، لقد جعلتني بهذه العناوين أتصور نفسي  كما لو أني صحفي في جريدة "البرافدا" أحاور "مناضلا بلشفيا" في سنة 1913؟
(يضحك) نعم صحيح، الاستنساخ كان آفتنا الكبرى، إذ لم نعمل على تأصيل النظرية الماركسية بإخضاعها للشرط المغربي بأصوله الهوياتية والثقافية، فأصبحنا نظهر كـ"ببغاوات" تعيد تكرار جمل القادة المنظرين الأوائل للماركسية.
وصدقني إن نخبة منا حاولت تجاوز هذه المعضلة، لكن القيادات السائدة  في ذلك الوقت وخطها السياسي لم تستوعب هذا الدرس وعملت على جعل الحركية هي جوهر النضال، عوض المزاوجة الثورية بين النظرية والحركية.
 
ولكن إذا كان هذا هو حال اليسار من ضعف وانحسار،  فلماذا نُكل بكم شر تنكيل في إطار ما بات يعرف بسنوات الرصاص وقرون من السجون  التي وزعت عليكم؟

فعلا، لقد قمعنا بقسوة شديدة ونحن لم نبدأ بعد.
انطلق اعتقالنا في  مجموعة 33 في مارس 1971 ثم مجموعة انس بلفريج وعبد اللطيف اللعبي ومن معه التي حوكم خلالها عبد الحميد أمين سنة 1972، ثم هجمة نونبر سنة 1974.
 
إلى أي مجموعة كنت تنتمي؟
انتميت إلى المجموعة الأولى (33)، فعندما وقع انقلاب الصخيرات سنة 1971، كنت بداخل السجن بمعية رفاقي، ولا اخفيك انه ربما تكون أنت  الأول الذي أكشف لك أننا توبعنا في المحاكمات تحت يافطة إنشاء حزب منحل الذي هو حزب "التحرر والإشتركية" المحظور انذاك.
 
يعني موهتم  السلطات الأمنية؟
نعم، إذ كان العديد منا لا يعرف شيئا حتى عن اسم "التحرر والإشتراكية" والباقي غادره لإنشاء الخلايا الأولى لتنظيمي (ألف و باء) اللذين سيصبحان فيما بعد "23 مارس" و"إلى الأمام".
 
وبكم حوكمت وقتذاك مع "مجموعة 33"؟
بستة اشهر قضيت منها 4 أشهر تقريبا بسجن "بولمهارز" بمراكش ثم سرحنا بموجب عفو ملكي مباشرة بعد انقلاب الصخيرات.
 
غريب كيف أمكن للحسن الثاني أن يعفو عنكم وهو كان لايزال  يتجرع مرارة انقلاب على حكمه؟
لان الانقلاب كان عسكريا بطبيعته، ثم كانت البوادر الأولى لانفتاح القصر على المعارضة لإحياء الكتلة الوطنية التي انطلقت غداة مشاورات 1970 بين القصر والمعارضة،  والتي ستستأنف مباشرة بعد الانقلاب بقليل لتفضي إلى دستور 1972 وستتوقف مباشرة بعد انقلاب أفقير في حادث الطائرة مع أمقران، وما قيل عن تورط بعض عناصر الكتلة في هذا الانقلاب الأخير.
 
وكيف جاء اعتقالك سنة 1974 وعلى أية خلفية؟
اعتقالي سنة 1974، جاء في إطار سياق نضالي، سبقه اعتقالي المذكور أعلاه في 1971، ثم بعده، أثناء الهجوم على الحي الجامعي باكدال بالرباط ثم الحي الجامعي السويسي خلال الهجمة على الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، وبعد ذلك جاء الاعتقال الأخير الذي ذكرت (1974)، حيث اختطفت من مدخل ثانوية حمان الفطواكي بدمنات، يوم 05 نونبر 1974،  لنحاكم في يناير 1977 بعد 3 سنوات من  المعتقلات السرية، والأقبية بكوميساريات "جامع الفنا" و"عرصة المعاش" و"باب غمات" بمراكش ثم درب مولاي الشريف الشهير،  ليصدر في حقي بعد ذلك عند تقديمنا للمحاكمة سنة 1977  الحكم بـ20سنة سجنا نافذا تلتها خلال نفس الجلسة إضافة سنتين شملت جميع المعتقلين، بعد أن اتهمنا القاضي بإهانته عند النطق بحكمه الأول، حيث استنكرنا جميعا الأحكام القاسية التي صدرت في حقنا.
وبعد مرور 10 سنوات على ذلك، جاؤوا وأخرجوني من السجن في اتجاه كوميسارية الرباط لاحاكم من جديد غداة تظاهرات 1984  التي وصف فيها الحسن الثاني المنتفضين على حكمه بـ"الأوباش"، فصدر في حقي حكم آخر يقضي بعشر سنوات سجنا نافذا صادر عن محكمة الاستئناف  بالرباط ليصبح المجموع 32 سنة إضافة إلى الغرامات.
 
وبماذا توبعت؟
تأسيس تنظيم سري وإصدار منشورات محظورة والإخلال بالنظام العام ومحاولة قلب النظامي الملكي.
 
وهل كان ذلك صحيح؟
إذا كانت حرية التعبير والرأي عبر المواقف المكتوبة فذلك صحيح.
 
ولكن كيف كنتم تسربون منشوراتكم في تلك الفترة العصيبة حيث كان النظام يكتم أنفاس الشعب؟
كانت هناك طرق عديدة إما عبر الزيارات المباشرة أو عبر المواد الغدائية والملابس.
 
ألم يكن هناك تفتيش؟
هناك تقنيات تضلل التفتيش.
 
مثل ماذا؟
(يضحك) "الله يهديك أنعل الشيطان"
 
"الله ينعلو ويخزيه"، ما الأمر نحن نقف على التاريخ ونسجل لحوار صحفي قد يصبح جزءً من ذاكرة وطنية وإن كنت تخاف أن تكشف طرقك التي ربما ترى أنها قد تكون وسائل. بعض المعتقلين اليوم فلا بأس.
(يضحك) طيب، أقدر ذكائك الصحافي، ولكن لا ضير أنى أقول لك انه كنا نعتمد على مجموعة من الطرق، كانت أهمها وسيلتان، الأولى إخفاء المنشور بعد طيه جيدا حتى يصبح على شاكلة سيجارة، نضعه في أسفل سروال الزائر ثم نرتق عليه حتى لا يظهر منه شئ، فيغدو السروال كما لو كان عاديا، اما الوسيلة الثانية فكانت ترتبط بحسن استمالتنا لبعض الموظفين الطيبين الذين كانوا يتعاطفون معنا فكانوا يسهلون عملية تسريب منشوراتنا.
 
سمعت أن  العديد من  الزيجات حدثت  في السجن  وان عددا من  المعتقلين  تزوجوا داخله؟
نعم لقد أقمنا  العرس  للعيساوي  محمد عضو  المكتب  السياسي    للاشتراكي  الموحد في  السجن في  "حي ألف" بالمركزي بالقنيطرة في الثمانينات وهناك العديد من المناضلين الذين  أنجبوا داخل السجن ولا داعي لذكر أسمائهم.

كيف عاش أبناؤكم وأنتم داخل السجن؟ في غيابكم؟
عاشوا أوضاعا كارثية، لازالوا يعانون تبعاتها حتى اليوم.

سبق للحسن الثاني أن هددكم بشدة وانتم داخل السجن هل لك أن تضعنا في الصورة؟ 
لم يهدد فقط بل مارس تهديده عبر التعذيب في الأقبية وفي
السجون أيضا، حيث  طالتنا حملات عشوائية استعمل فيها الضرب المبرح ولازلت أتذكر والدموع في عيني كيف كان يضرب رفيقي "معروف" ـ (يتوقف عن الكلام ثم يجهش بالبكاء ويستأنف حديثه بعد أن طلب من "الرهان" المعذرة) ـ قلت لازلت أتذكر كيف كان يضرب رفيقي "معروف" وهو معلق داخل الزنزانة، حيث يأخذ الفلقة على رجليه وجلادوه يطالبونه بان يصرخ ليكسروا عناده، ولكنه ظل صامدا لم يصرخ أبدا، رغم أنهم جلدوه قرابة 80 جلدة  أو يزيد.

هل أفهم منكم انه "لا سماحة مع الحسن الثاني"؟
أنا أدعه مع ربه

ولكن ماذا كنتم تنتظرون من ملك حكمه مهدد بالانقلاب، فأي رئيس دولة مهما كان عمقه الديني والديمقراطي كان سيتعامل بالمثل؟
أولا، دعني أصحح. لم يكن الحسن الثاني يوما ديمقراطيا أما بالنسبة للعمق الديني فالله وحده أدرى به.
أما بخصوص ما قمنا به،  فنحن لم نحمل السلاح يوما، ولم نعتد على أحد، كانت وسائلنا في النضال "بحة الصوت وصرخته"  ثم التظاهرات والقلم والمداد والكتاب وتحريضنا  كان على مطالب ديمقراطية ومشروعة. قد يكون هناك انفلات في التعبير ولكن الحرية والكرامة الإجتماعية هي عمق نضالنا ولا تنسى أن للعمر في آنه دور في الإنفلات اللفظي.

هل تتحدث بإسمك أم نيابة عن جيلك كله؟
هل تحاور شخصا أم جيلا، شخص واحد امامك ورأيي إذا لم أخطا قد يكون رأي الأغلبية؟

أنت قلت بان أفكاركم وإنفلاتاتكم  كانت تحت ضغط العمر. ولكن هناك من جيلكم من لازال تراوده الأحلام الثورية حتى اليوم كيف ستفسر الأمر؟
حتى الآن لازالت تحدوني "الآمال الثورية" والثورة في بدايتنا كانت خلفياتها العنف لقد آمنا آنذاك بالحزب الثوري الذي سيشعل العنف في بعده الطبقي بواسطة حرب تحرير شعبية طويلة الأمد تنتهي بحكم العمال والفلاحين إلى آخره..
والآن شبابنا في حركة 20 فبراير، وفي ربيع العالم العربي يصدح بـ"سلمية سلمية... لاحجرة لاجنوية".
وعليك أن تعلم انه ليس للثورة شكل واحد وليس لليسار إطار واحد وشكل النظام وتسميته ليس سوى مسألة شكلية في آخر المطاف.  المهم هو الجوهر الذي يفضي إليه التغيير. إن وهج الجمهورية كنظام ذهب إلى مزبلة التاريخ مع زين العابدين ومبارك والقذافي وغيرهم.

ولكن ما رأيك في من يقول بأنه عندما كان الشعب المغربي مستكينا لوضعيته، كنتم وحدكم تصارعون طواحين الهواء. وعندما جاءت 20 فبراير وخرج الشعب مطالبا بالتغيير لم يجد أحد لكم أثرا، علما أن  اعتقالات 1974 التي كنت من بين المعتقلين  فيها كانت وحدها تضم ازيد من 2000 معتقل يساري. أين هم الآن في هذا الزمن من الحراك، الذي يقوده أسامة الخليفي!؟

مرة أخرى تجرني إلى خوض ما لم أكن أريد الخوض فيه إلى حين أوانه. وقبل ذلك دعني أقول لك انه يبدو لي انك تتجنى على اليسار الجديد كثيرا، فهو حاضر بكل قوة في 20 فبراير أين تضع النهج الديمقراطي سليل إلى الأمام وأين تضع الحزب الإشتراكي الموحد وأين تضع اليساريين المستقلين "عبد العزيز الوديي" ووالد سلمى معروف، و"زريكم عبد اللطيف" وابنيته و"خديجة المنبهي" والعديد من مناضلي مجموعة 77 الذين يأتون من مدن بعيدة.  كل هؤلاء لم يتخلفوا يوما عن مسيرات الحركة و ماسقته اعلاه على سبيل المثال لا الحصر، فالكثير مما قيل ويقال عن حركة 20فبراير لا أساس له من الصحة وليس سوى وجه إعلامي ظالم ومضلل.
و بخصوص قولك بأننا كنا وحدنا في السبعينات نطالب بالتغيير وان الشعب كان مستكينا لواقعه، فهذا غير صحيح، لم نكن وحدنا والشعب لم يستكن يوما حتى وإن أصاب نضاله بعض الفتور العفوي فقد كان هناك الكثير ينادون بالتغيير، وحتى داخل الأحزاب، التي منها حزب الإتحاد الإشتراكي بعد مؤتمره الإستتنائي.

المشكل حسب المؤرخ عن ذلك أنكم لم تتجاوزوا أسوار الجامعات؟
أبدا، لنا الفضل في تفجير "معركة قطارة" وانتفاضة و"لاد اخليفة" المجيدة وإضراب العطاشة في خريبكة في بداية سبعينيات القرن الماضي، الم تكن حناجرنا تصدح بشعار : "أولاد اخليفة وقطارة والثورة المظفرة".
كما أشرفنا على خلايا عديدة لا يعلم بها إلا الله فيها عمال وفلاحين حتى اليوم لم يكتب ويعلم عنها شئ وسيأتي وقت لتأريخ ذلك.
ولا تنسى أن القمع لعب دوره فموجة الاعتقال الأولى وحدها فقط  أتت على ما يقرب من الألفين معتقل، توبع منها مجموعة 77 التي حوكم خلالها على ما اذكر 136  يساريا حضوريا.

ولكن أين هم الآن؟
إن السواد الأعظم هم العمود الفقري للعمل المدني والنقابي والجماهيري القاعدي.

وسياسيا هم  العمود الفقري في الأصالة والمعاصرة؟
(يصرخ) لا، أبدا هل خمسة أو ستة أو سبعة أو حتى عشرة  مع احترامي لرأي واختيار كل واحد منهم، هل بهؤلاء تحاسب بإسمهم تجربة أعمار؟
أما ما قلت عن 20 فبراير فأسامة الخليفي لا يمثل إلا نفسه وكل الوجوه الشابة البارزة اليوم في الحركة لاتملك إلا نواياها الصادقة والكل يعرف ماذا وراء الأكمة  في ما يخص حركة 20فبراير.

وضح أكثر؟
إن حركة 20فبراير حركة جماهيرية تمثل الطموحات التاريخية لجماهير الشعب الكادحة ونخبه الديمقراطية فهي ائتلاف موضوعي وواقعي وليس تنظيما حتى يملك قيادات، والخطأ الأساسي هو أنها لم تأطر نفسها داخل الحراك.

وكيف ستنظم نفسها والعديد منكم غير واضحين داخلها؟
بالنسبة لنا، نحن واضحين تماما، ونقول انه  على حركة 20 فبراير أن تتميز تنظيميا وسياسيا عنا وعن غيرنا وتخلق أداتها التنظيمية وحدها. وكم كنت أتمنى أن تتجاوز النخبة التقليدية تنظيميا وسياسيا.
إن ما حققته حركة 20 فبراير في المدة القصيرة التي تمددت فيها يفوق ما حققته الحركة الديمقراطية خلال عشرات السنين.
والغريب، ومن مكر التاريخ، أن الذين حاربوها أو الذين "تكتكوا" من أجل احتوائها هم الذين استفادوا من إنحاسرها.

لو سألتك عن الحسن الثاني  إن كان حيا، كيف كان  سيتصرف مع حركة 20 فبراير؟
عن أي الحسن الثاني تتحدث،  هل الحسن الثاني الستينات أم الحسن الثاني السبعينات أم الحسن الثاني ما بعد المرض.
اعتقد أن  الحسن الثاني ما بعد المرض كان قد يفاجئ الجميع بمواقف غير منتظرة بما في ذلك إمكانية الحوار مع الحركة، فطريقة الحسن الثاني في الحكامة  كانت منفردة.

كلمة أخيرة
أولا اشكر الجريدة على مبادرتها، صحيح أنها جريدة في بداية الطريق ولكن اعتقد أنها إذا صارت على خطها التحريري الحالي المهني والمستقل سيكون لها مستقبل.
من جهة أخرى أتمنى ان لا يذهب دم الشهداء ودم المعتقلين ونشاط المتنورين من نخب هذا الشعب هباء فنعود إلى نقطة البدء.


احمد راكز في سطور: من مواليد 1950 بمراكش أب لخالد راكز محامي بهيئة الرباط حاصل على دبلوم الدراسات المعمقة في القانون من جامعة مونبوليي بفرنسا ودبلوم الدراسات المعمقة في الأدب العربي صدر له "أوجاع الرأس في خدمة الإسمنت"، كتابات سياسية من داخل السجن. "الرواية العربية بين النظرية والتطبيق" دراسة تحليلية لرواية المسلة للنبي سليمان. مدير مجلة الغد رئيس "الجمعية المغربية لإنماء المعرفة القانونية" و"الرابطة المغربية لحقوق الإنسان".

موقع حقائق بريس

الثلاثاء، 9 فبراير 2021

* البريبري منتصر وجمعية الإشعاع الثقافي/محمد السروت

 * البريبري منتصر وجمعية الإشعاع الثقافي/محمد السروت

كان اليوم يوم أحد، لا أتذكر الشهر، وكانت السنة سنة 1982، انعقد الجمع العام السنوي العادي لتجديد مكتب جمعية الإشعاع الثقافي، بدار الشباب العربي بحي القصبة بالمدينة السفلى بالمحمدية.
حضر المصطفى/المنتصر كعضو منخرط كامل العضوية، توجس من حضوره بعض أعضاء المكتب المنتهية ولايته مخافة أن يترشح ويفوز، لم يكونوا يعرفون أنه يحمل على أكتافه حكما بالسجن المؤبد غيابيا.
قبل فتح باب الترشيح، تشكلت لجنة الإشراف على الانتخابات، فاقترح المصطفى المنتصر نفسه لعضوية اللجنة، انفتحت اسارير المتوجسين ووافقوا على ترأسه اللجنة . قبل فتح باب الترشيح تم الاتفاق على طريقة الاقتراع، أن يختار كل ناخب على الأكثر لائحة من خمسة أسماء من بين المترشحين.
تقدم الراغبون في الترشح بأسمائهم، كتبت الأسماء بالطبشور على سبورة سوداء، وبعد إغلاق باب الترشيح، انطلقت عميلة التصويت، قتلتها عملية الفرز بعدما صوت جميع الحاضرين واختار كل منهم مرشحيه الخمسة على الأكثر. وعلى السبورة يخط خط عن كل صوت في الخانة الحاملة إسم المصوت له.
فجاءت تشكيلة المكتب كما يأتي: لحسن أيوبي، محمد السروت، المرحوم محمد مورضي، عزيز طنان، ادرس هواري.
بعد تشكيل مكتب الجمعية تم خلق لجن دائمة: اللجنة الثقافية، لجنة السينما، لجنة المرأة، لجنة المجلة الحائطية.
فلسطين عشق المنتصر حد الثمالة:
من عايش حيوية ودينامية المنتصر في أول نشاط نظمناه حول القضية الفلسطينية، سيدرك مدى حضور فلسطين عند البريبري وعشقه لها وسيعرف أن مجراها مجرى الدم في عروقه.
على مدى يومين نظمت الجمعية معرضا للمنتوجات الفلسطينية وعرضا عن آخر تطورات القضية الفلسطينية قدمه المرحوم واصف منصور، وأمسية فنية من تنشيط مجموعة الشعلة. غصت قاعة العروض بالحضور حد أن درجة حرارتها زادت عن حد المألوف فشرعت أبوابها.
أما البريبري إن رأيته بالكوفية خلته فلسطينيا أتى ساهرا على معرض المنتوجات الفلسطينية، البسمة تعلو محياه، يحاور زائري/ات المعرض من التلاميذ/ات والطلبة وربات البيوت والعمال والحرفيين والعاطلين والأساتذة والمعلمين.
يتبع
***********
كان منتصر يرفض اخد صور له باعتبار حياته في السرية واثناء هدا النشاط جاء عنده مدير دار الشباب يريد اخذ صورة معه هو يشرف على المعرض المنتوجات الفلسطينية .فاستدار ولف وجهه بكوفية فلسطينية بسرعة على شاكلة الفدائيين .واخذ عدة صور مع المدير بحيث لا تظهر سوى عينيه ..كان متوجسا من تركيز واصرار المدير على اخذ صورة معه هو فقط ..بينما السيد المدير المغفل كان يوثق بفخر لنشاط جماهري مهم في مؤسسة يشرف عليها .
خاصة وان انشطة جمعية الاشعاع الثقافي كانت تجلب الى دار الشباب المئات من المهتمين والشباب. حتى من خارج المدينة .
لحسن ايوبي


الاثنين، 8 فبراير 2021

أربعينية الشهيد البريبري

 أربعينية الشهيد البريبري

الرفيق محمد الساروت

بحي بولو التحقنا متسللين فرادى حيث ستحيى أربعينية الشهيد، انتقلت ورفيقين من المحمدية إلى الدار البيضاء، دون تردد كل منا كسر خوفه داخله، فللشهيد علينا حق تخليذ ذكراه.
ولجنا المنزل، تبادلنا التحية والسلام والعزاء مع من سبقونا بالحضور، كل منا غارق في حزنه الصامت، فلا حزن أقوى من الحزن الصامت، كل يسترجع ذكرياته مع الشهيد، يستحضر الأماكن التي جمعته به، وجلسات الحديث والنقاش معه.
إلتأم الجمع، وانطلق التأبين بدقيقة صمت، ثم كلمة تعريف بمسار الشهيد ، خصاله ، أخلاقه ونضاله الميداني، متحديا ظروف السرية ومطاردة البوليس.
تلت الكلمة، مرثية الشهيد كتبها الشاعر المرحوم حميد أزناك، ثم فقرات غنائية أذكر منا مقتطف من قصيدة محمود درويش غنته فرقة العاشقين
"هذا هو العرس الذي لا ينتهي
في ساحة لا ينتهي
في ليلة لا ينتهي
هذا هو العرس الفلسطيني
لا يصل الحبيب إلى الحبيب
إلا شهيدا أو شريدا"
وقصيدته التي لحنها وغناها مارسيل خليفة
"كما ينبت العشب بين مفاصل ضحية
وجدنا غريبين يوماً
وكانت سماء الربيع تؤلف نجماً.. ونجماً
وكنت أؤلف فقرة حب
لعينيك.. غنيتها!
فعين تنام لتصحو عين.. طويلا
وتبكي على أختها
حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر
معاً أحبك حب القوافل واحة عشب وماء
وحب الفقير الرغيف!.
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يوما
ونبقى رفيقين دوما."
وقصيدة حبايبنا لأحمد فؤاد نجم وغناء الشيخ إمام
يا حبايبنا فين وحشتونا
لسه فاكرنا ولا نستونا
يا حبايبنا فين وحشتونا والله
لسه فاكرنا ولا نستونا
ياحبايبنا
يا حبايبنا فين وحشتونا
لسه فاكرنا ولا نستونا
احنا في الغربه في الهوا دوبنا
وانتو في الغربه جوا في قلوبنا
اوعو تفتكرو اننا دوبنا
اوعو تفتكرو اننا دوبنا
مهما فارقونا ولا بعدونا
مهما فارقونا ولا بعدونا
يا حبايبنا...
يا حبايبنا.
ومع خيوط الفجر الأولى تسللنا فرادى كل عاد يحمل معه صورة الشهيد بالأبيض والأسود ويحتفظ بما تقاسمه مع الشهيد من حلم وآمال شعب يتحرر.
لك المجد والخلود أيها المصطفى والمنتصر ولروحك السكينة والسلام الأبديان.

لروحك ألف سلام، لن انساك ما حييت أيها المصطفى
عرفتك بالمصطفى، وكنت المصطفى و المختار ، واخترت ان تنحاز لطبقة الكادحين، لم ولن انساك يوما وانا وإياك وانت تحمل على على كتفيك غسان، لن انساك ونحن بمقهى "ايسو" عبد الله ودان' لن انساك يوم اكلنا قصعة البلبولة عند عائشة بدرب الشباب، لن انساك يوم كنت تحمل كتاب les martyres ، توادعنا ان نلتقي ان لم تخني الذاكرة بعد مشاهدة فيلم عن فلسطين بسينما النجأح بالمحمدية.
استحضرك واستحضر نور الدين يوم غضب عن المنشور الذي سلمنتني اياه عن حصار بيروت، نور الدين الذي اكتشفت بعد استشهادك أنه كان ظلك الذي يحميك.

*تشريفا لرابطة المحبة الفياضة والمقدسة برفيق ملحمة العمر "الأول"...البطل الخالد {منتصر البريبري}...

 *تشريفا لرابطة المحبة الفياضة والمقدسة برفيق ملحمة العمر "الأول"...البطل الخالد {منتصر البريبري}...

الرفيق سعيد الرهوني

و امتدادا لمقتطف تدوينة أمس الافتتاحية...
أُهدي لروح منتصر المكتسِحة لنبض الكون..بِبَصْمَةِ خَطِِّ اليد...المكتوبِ بمدادِ الدمعِ... وإرادة الانتصار في الزمن: الصفحةَ الأخيرةَ للكلمة التأبينية التي ألقيتُها بدار (الزايدي) المباركة بحاضرة "سلا" الشامخة، في مثل هذا اليوم،قبل 29 سنة...ذات 8 فبراير 1992.. الذي شكل/ وللتاريخ أقول ذلك/ رافعة جبارة لكسر لعنة الصمت...و إعادة الاعتبار لبطولة منتصر البريبري الأبدية...!
* احتراما لقدسية اللحظة...رقَنتُ الصفحة المنشورة أسفله، لتيسير القراءة:
{ بُورِكْتَ في حياتكَ...
ولموتكَ جثتُ المفقودين...و رمادُ الحرائقِ... نحيبُ البراكينِ...ونديبُ الزلازلِ..دموعُ البحارِ...وفجيعةَ مَنْ تَرَكْتَ....!
أَنْ تَقْضِمَ مُنتصِرا تفاحة...وينتحرَ آخِرُ جَلاًَدٍ في أول العمر....اشتِهاءاتٌ للصَّدى...ابتهالاتٌ للمَدَى، حنانٌ لجذور اليد.وعروقِ الكَفًِ.....
اللًوْعةُ... لا تُفْتَدَى.......!
أخي منتصر....
كالعِشقِ الأول تأتي
كالعِشق الأول تروحُ
ما بارحك القلبُ...ولا افتدتكَ الذكرى...
تنتصرُ...تنتصرُ...تنتصرُ...}



صورة لشهيد ومنفي/الرفيق لحسن ايوبي

 صورة لشهيد ومنفي/الرفيق لحسن ايوبي




© صورة لشهيد ومنفي/الرفيق لحسن ايوبي - مدونة نور الدين رياضي للعمل السياسي والنقابي والحقوقي
المصدر: https://www.riadinoureddine.com/2020/01/blog-post_550.html

أحمد راكز: اعتز بعالم التطرف الذي عشته

أحمد راكز: اعتز بعالم التطرف الذي عشته   غدا أحمد راكز و السلفية و السلفيون المتورطون و أحداث 16 ماي راكز: هذه كواليس انقلاب الصخيرات  وسجون...